سؤال يدور فى أذهان كثير من المقبلين على الارتباط والزواج
حول ماضي كل منهم وهل الأصل التغاضي عنه أم الافصاح وسرد تفاصيل من شأنها
أن تكشف أسرار و ذنواب أو أفعال أصبحت ماضي وقد سترها الله , أجاب عن هذا
التساؤل الشيخ عصام الشعار .. عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
تقول السائلة :
وأنا في فترة الجامعة لم أكن ملتزمة بالحجاب الشرعي، وكان لي صداقات من الجنسين، وكنا نخرج في رحلات مختلطة ووقعت في بعض الزلات، ولكن الحمد لله الذي هداني إلى الطريق المستقيم ومنّ عليّ بالتوبة، فالآن أنا ملتزمة بحجابي وأحرص على حضور مجالس العلم وبدأت أحفظ القرآن في مدرسة تحفيظ القرآن في إحدى المساجد القريبة من بيتي، وسؤالي:
تقدم شاب لخطبتي وبعد السؤال عنه وافق الأهل وتمت الخطبة، وقد تعاهدت أنا وخطيبي على الصدق وألا يكتم أحدا شيئا عن صاحبه، وذات مرة سألني هل كانت لي علاقة مع شباب وأنا في الجامعة، وكذبت عليه والآن أشعر بتأنيب الضمير فهل كتماني يعتبر خيانة ويجب علي أن أصارحه بما كان من أمري أم ماذا أفعل؟ أرشدوني أنا في حيرة من أمري.. جزاكم الله خيرا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الإعلام غير المسؤول أفسد عقول أبنائنا وبناتنا، وغرس فيهم قيما ما أنزل الله بها من سلطان، فباسم الحب يُهتَكُ الستر، فإخبار الخاطب مخطوبته عن ماضيه وإخبارها خاطبها عن ماض ستره الله أصبح هذا دليلا على صدق المحبة ووفاء وإخلاص كل منهما لصاحبه!
ونجيب عن هذا فنقول:
لو أن الأمة فقهت أمر دينها لعرف كل إنسان ما له من حقوق وما عليه من واجبات.
فابتداء لا يجوز للخاطب او الزوج أن يسأل مخطوبته عن ماضيها إذا كان ذلك سيترتب عليه هتك ما ستره الله من الذنوب والمعاصي، ولا يجب على المخطوبة أن تجيبه، بل لا يجوز لأي من الخاطبين أن يكشف ستر الله عنه، فيجب على المسلم إذا زلت قدمه ووقع في الذنب أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وأن يستر نفسه ولا يحدث أحدا بما كان من أمره، ولا يجوز له أن يتحدث في أمر معصيته إلا إذا لمصلحة، كأن يتحدث إلى من يثق في علمه وصلاحه مستفتيا أو طالبا النصيحة، وفيما عدا ذلك فالواجب هو الكتمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه" رواه البخاري.
فالمجاهرة بالذنب ذنب آخر فوق الذنب، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله". رواه الحاكم من حديث ابن عمر، ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن زيد بن أسلم.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد جاء في في موطأ الإمام مالك:
عن أبي الزبير المكي أن رجلا خطب إلى رجل أخته فذكر أنها قد كانت أحدثت فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فضربه أو كاد يضربه. فننصح لهذه الأخت ألا تحدث نفسها بالحديث في أمر ستره الله تعالى، فإياك أن تكشفي ستر الله تعالى عنك، ولا تجدي في نفسك أي غضاضة من كتمانك لما ستره الله تعالى، بل الواجب هو الكتمان، فبكتمانك ما صنعت غير الواجب.
ونصيحتي إلى كل مقبل على الزواج: ليس من حق أي من الطرفين أن يفتش في ماضي صاحبه، فمن منا معصوم من الزلات، فجل من لا يخطئ، ولكن صفحة الماضي تطوى بكل ما فيها، وليس من حق أي من الطرفين أن يحاسب صاحبه إلا من اللحظة التي يتم فيها العقد الشرعي وتزف الزوجة إلى بيت زوجها، فهذا هو توقيت المسؤولية، فالزوج يحاسب أمام الله تعالى عن تقصير أهل بيته أما قبل ذلك فلا، والحذر الحذر من البوح بذنوب سترها الله، فكم من بيوت تأججت فيها نار الشك واستحالت الحياة فيها نكدا بسبب التقليب في صفحات الماضي والتنقيب عن غيب لم تجن معرفته إلا الخراب والدمار.والله أعلم.
تقول السائلة :
وأنا في فترة الجامعة لم أكن ملتزمة بالحجاب الشرعي، وكان لي صداقات من الجنسين، وكنا نخرج في رحلات مختلطة ووقعت في بعض الزلات، ولكن الحمد لله الذي هداني إلى الطريق المستقيم ومنّ عليّ بالتوبة، فالآن أنا ملتزمة بحجابي وأحرص على حضور مجالس العلم وبدأت أحفظ القرآن في مدرسة تحفيظ القرآن في إحدى المساجد القريبة من بيتي، وسؤالي:
تقدم شاب لخطبتي وبعد السؤال عنه وافق الأهل وتمت الخطبة، وقد تعاهدت أنا وخطيبي على الصدق وألا يكتم أحدا شيئا عن صاحبه، وذات مرة سألني هل كانت لي علاقة مع شباب وأنا في الجامعة، وكذبت عليه والآن أشعر بتأنيب الضمير فهل كتماني يعتبر خيانة ويجب علي أن أصارحه بما كان من أمري أم ماذا أفعل؟ أرشدوني أنا في حيرة من أمري.. جزاكم الله خيرا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
الإعلام غير المسؤول أفسد عقول أبنائنا وبناتنا، وغرس فيهم قيما ما أنزل الله بها من سلطان، فباسم الحب يُهتَكُ الستر، فإخبار الخاطب مخطوبته عن ماضيه وإخبارها خاطبها عن ماض ستره الله أصبح هذا دليلا على صدق المحبة ووفاء وإخلاص كل منهما لصاحبه!
ونجيب عن هذا فنقول:
لو أن الأمة فقهت أمر دينها لعرف كل إنسان ما له من حقوق وما عليه من واجبات.
فابتداء لا يجوز للخاطب او الزوج أن يسأل مخطوبته عن ماضيها إذا كان ذلك سيترتب عليه هتك ما ستره الله من الذنوب والمعاصي، ولا يجب على المخطوبة أن تجيبه، بل لا يجوز لأي من الخاطبين أن يكشف ستر الله عنه، فيجب على المسلم إذا زلت قدمه ووقع في الذنب أن يبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وأن يستر نفسه ولا يحدث أحدا بما كان من أمره، ولا يجوز له أن يتحدث في أمر معصيته إلا إذا لمصلحة، كأن يتحدث إلى من يثق في علمه وصلاحه مستفتيا أو طالبا النصيحة، وفيما عدا ذلك فالواجب هو الكتمان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً، ثم يصبح وقد ستره الله عليه، فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عليه" رواه البخاري.
فالمجاهرة بالذنب ذنب آخر فوق الذنب، وفي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله عنها، فمن ألمَّ بشيء منها فليستتر بستر الله تعالى، وليتب إلى الله تعالى، فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتاب الله". رواه الحاكم من حديث ابن عمر، ورواه مالك في الموطأ مرسلا عن زيد بن أسلم.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد جاء في في موطأ الإمام مالك:
عن أبي الزبير المكي أن رجلا خطب إلى رجل أخته فذكر أنها قد كانت أحدثت فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فضربه أو كاد يضربه. فننصح لهذه الأخت ألا تحدث نفسها بالحديث في أمر ستره الله تعالى، فإياك أن تكشفي ستر الله تعالى عنك، ولا تجدي في نفسك أي غضاضة من كتمانك لما ستره الله تعالى، بل الواجب هو الكتمان، فبكتمانك ما صنعت غير الواجب.
ونصيحتي إلى كل مقبل على الزواج: ليس من حق أي من الطرفين أن يفتش في ماضي صاحبه، فمن منا معصوم من الزلات، فجل من لا يخطئ، ولكن صفحة الماضي تطوى بكل ما فيها، وليس من حق أي من الطرفين أن يحاسب صاحبه إلا من اللحظة التي يتم فيها العقد الشرعي وتزف الزوجة إلى بيت زوجها، فهذا هو توقيت المسؤولية، فالزوج يحاسب أمام الله تعالى عن تقصير أهل بيته أما قبل ذلك فلا، والحذر الحذر من البوح بذنوب سترها الله، فكم من بيوت تأججت فيها نار الشك واستحالت الحياة فيها نكدا بسبب التقليب في صفحات الماضي والتنقيب عن غيب لم تجن معرفته إلا الخراب والدمار.والله أعلم.